حياة غامضة: انواع الاحلام والرؤى

الخميس، 4 سبتمبر 2014

انواع الاحلام والرؤى


ما زالت الأحلام من ألغاز العقل الباطن المحيرة وهي المرآة التي تعكس بعضاً من نشاطه العجيب خلال مرحلة حركة العين السريعة REM ، وللأحلام أنواع تختلف في رسالتها أو في الغاية منها أو في مستوى الوعي الذي تحدث فيه ، ومنها ما يجسد وضعاً نريد أن نصل إليه في حياتنا ومنه من يكون تعبيراً عن مخاوفنا ورغباتنا ومنه من يكون حلاً لمشكلة واجهناها أو تنبيهاً لمشكلة نرغب في عدم الإعتراف بها وفي أحيان أخرى تكون تحصيناً لنا من القلق أو المرض  وفي حالات نادرة تكون قراءة لمستقبل واقع لم نتوصل لتحليله كفاية في وعينا ، وفيما يلي نذكر الأنواع المعروفة للأحلام  :


1- أحلام اليقظة DayDreaming

تصنف هذه الأحلام كمستوى من الوعي بين النوم واليقظة التامة ، وتشير الدراسات إلى أن لدى الإنسان ميل إلى أحلام اليقظة بمعدل يترواح بين 70 إلى 120 دقيقة في اليوم ، يحدث ذلك خلال ساعات اليقظة عندما يترك الإنسان المجال لخياله لكي يشطح بعيدأً، إذ حالما يبدأ الدماغ يهيم وينخفض مستوى الوعي سوف يجد نفسه في سيناريو مختلق وخيالي ، .

2- أحلام اليقظة الكاذبة False Awakening Dreams

هل حدث لك بأن ظننت أنك استيقظت وقضيت روتين الصباح اليومي كالنهوض وتنظيف الأسنان بالفرشاة ووتناول فطورك والذهاب إلى العمل ، وبعدئذ تنهض "مجدداً"  لكي تدرك أن ما حدث مجرد حلم ،  يسمى هذا الصنف بحلم اليقظة الكاذب.

3- الأحلام الجلية Lucid Dreams

تحدث هذه الأحلام عندما تأتي اللحظة التي تدرك فيها بأنك ما زلت تحلم ، أي عندما تعلم الفكرة : " انتظر لحظة .. هذا مجرد حلم ! "،  معظم الحالمين يوقظون أنفسهم عندما يدركون بأنهم يحلمون ، إلا أن فئة أخرى من الحالمين اكتسبوا مهارة في البقاء في حالة الحلم الجلي عوضاً من أن يستيقظوا ،  فيصبحون مشاركين فعالين في أحلامهم الخاصة ، ويتخذون قرارات في أحلامهم ويتدخلون في ما سيحصل فيه من غير أن يستيقظوا ، .

4- الكواببيس  Nightmares

الكابوس حلم مزعج يسبب لك القلق والخوف ،وقد تكون إنعكاساً لأزمة أو كارثة في حياتك الحقيقية ، هذا النوع من الأحلام يندرج في فئة خاصة تدعى كوابيس الإجهاد ما بعد الأزمة  Post-traumatic Stress Nightmare أو ما يدعى إختصاراً بـ PSN.

قد تحدث الكوابيس عندما تتجاهل أو ترفض القبول بظرف حياتي معين ، وأظهرت البحوث أن أغلب الناس الذين يحصل لهم كوابيس منتظمة يكون لدى عائلتهم تاريخ في المشكلات النفسية ، أو يكون لديهم علاقة متأزمة وصعبة مع أحد الناس أو لديه تجربة سيئة من تعاطي الادوية المخدرة. قد يكون لهؤلاء الناس صلة بحوادث الإنتحار أيضاً وتكون الكوابيس مؤشر على المخاوف التي يجب الإعتراف فيها ومواجهتها. إنها طريقة العقل الباطن لإيقاظ الشخص وجعله ينتبه .

5- الأحلام المتكررة Recurring Dreams

الأحلام المتكررة تعيد نفسها ولكن مع بعض التغييرات البسيطة في كل مرة سواء في قصة الحلم أو ظروفه ، قد تكون هذه الاحلام إيجابية لكن أغلبها يكون كابوسياً في محتواه ، تتكرر الأحلام لأن المشكلة التي تمثلت في قصة الحلم بقيت من دون حل أو جرى تجاهلها، وعندما تحصل على حل لهذه المشكلة فإن الحلم سيتوقف عن التكرار ، بمعنى آخر يكون الحلم المتكرر وسيلة العقل الباطن للفت إنتباهك إلى أمر لا ترغب في أن تعترف بوجوده في حياتك الواعية ، وحالما تكتشف هذا الأمر وتواجهه سوف يتوقف هذا الحلم.

على سبيل المثال ، نذكر تجربة واقعية لامرأة تدهورت حياتها الزوجية فتكرر لديها حلم تشاهد فيه زوج غير متجانس من الأحذية وكذلك كانت ترى بشكل متكرر جلوس زوجها في المقعد الأمامي للسيارة حيث كانت السيارة تتوقف دائماً عن الحركة إما بسبب نقص الوقود أو عندما تصل إلى طريق مسدود ولكن هذه الأحلام المتكررة توقفت عندما انفصلت عن زوجها.

6- أحلام الشفاء  Healing Dreams

تخدم أحلام الشفاء كرسائل للحالم تتعلق بصحته ، وكان قدماء الإغريق يسمون هذه الأحلام بـ برودروميك (والتي تعني أوائل أعراض المرض)، ويعتقد العديد من خبراء الأحلام أن الاحلام يمكن أن تساعد في تجنب مشاكل صحية كامنة وأنها تساعد في الشفاء من المرض أو من الأسى ، وبينت البحوث أن الذين يعانون من مرضي  الربو  asthma والشقيقة migraine تحدث لهما أحلام قبل تفشي المرض،  أي أن الجسم قادر على الإتصال بالدماغ من خلال الأحلام. كما يمكن للأحلام أن تخبرك بأن أمراً ما ليس على ما يرام في جسمك حتى قبل ظهور الأعراض الفيزيائية للمرض ،  إن أحلاماً من هذا القبيل قد تخبر الحالم بأن عليه الذهاب إلى الطبيب أو طبيب الأسنان فقط إن فهم الحالم لغة الحلم ، وقد ينفع الحلم هنا كنظام ممتاز للإنذار المبكر عن الأمراض .

7- الأحلام التنبؤية  Prophetic Dreams

تسمى أيضاً بالأحلام النفسانية وأحلام الأحداث الوشيكة ، وهي أحلام يبدو أنها تقرأ المستقبل ،  وتفسر أحد النظريات هذه الظاهرة بأن الدماغ الحالم قادر على جمع أجزاء من المعلومات ورصدها بحيث أنك لن تبالي لها عادة أو تضع لها حسباناً ، بمعنى آخر سيعلم عقلك الباطن ما سيأتي قبل أن تقوم بإعادة تركيب نفس الأجزاء من المعلومات ولكن هذه المرة في حالتك الواعية،

8- أحلام الإشارات Signal Dreams

تساعدك في كيفية حل المشكلات أو في اتخاذ قرارات في حياتك الواعية.

9- الأحلام الملحمية Epic Dreams

يشار إليها أيضاً بالأحلام الكونية أو الكبرى أو نيومينوس (أحلام تصف قدرات إلهية أو كائنات لها حضور ديني في الثقافة)،  وهي أحلام مهيمنة وكبيرة وواضحة جداً لدرجة لا تستطيع إهمالها ، وتبقى تفاصيلها معك لسنوات كما لو أنك شاهدتها في الليلة الفائتة ،  تملك هذه الاحلام الكثير من الجمال وتحوي الكثير من الرمزية الدينية ، وعندما تستيقظ من حلم كهذا ستشعر بأنك اكتشفت شيئاً عميقاً أو مذهلاً عن نفسك وعن العالم ، ستشعر بأنها تجربة تغيير في الحياة .

10 - الأحلام المتطورة Progressive Dreams

تحدث الأحلام المتطورة عندما تحصل معك سلسلة من الأحلام طوال عدة ليال ماضية ، وتجد أن الحلم التالي يكمل قصة الحلم الذي سبقه في الليلة الماضية،  تساعد هذه الأحلام في حل المشكلات وفي إستكتشاف خيارات مختلفة وطرق متنوعة لحل المشكلة أو معالجة الظرف أو العلاقة الراهنة.

11- الاحلام المتبادلة Mutual Dreams

تحدث هذه الأحلام عندما يكون لدى شخصان نفس الحلم ،  قد تكون هذه الأحلام مخطط لها مما يعني أن الشخصان يعملان في الواقع لتحقيق حلم أو هدف مشترك ، وتكون الأحلام المتبادلة عندئذ  طريقة لتطوير الإتصال وبناء الثقة .

ويمكن أن تكون الأحلام المتبادلة تلقائية أي قد تكتشف بأن صديق لك أو من معارفك أو من أقاربك البعيدين عنك لديه نفس حلمك في نفس الليلة ، ومع الأسف لم تجرى دراسات كافية لدراسة ظاهرة الأحلام المتبادلة ولكن ما نستطيع أن نرجحه أن هناك صلة قوية بين الشخصين اللذان يشتركان في نفس الحلم.


أنواع الرؤى:

....................

قسم العلماء الرؤى إلى ثلاثة أقسام :

أولا: الرؤيا الصادقة:


الرؤيا الصادقة هي وحي وإلهام من الله فلا علاقة لها بتخييلات الشيطان ولا وسوسته..ولا هي أيضا من أخلاط العقل البشري ولا من تأثيرات العقل الباطن..ولا من أحداث اليوم والليلة مما يهتم له الإنسان في يقظته فيراه في منامه-مما يسمى بحديث النفس-
واختلف العلماء قديما وحديثا في كيفية خلق الرؤيا في الإنسان وهل هي في العقل أم القلب؟
والصحيح أن للرؤيا ملكا يخلق في قلب الإنسان اعتقادات من جنس ما يشاهد في الواقع..فيترجمها العقل إلى إشارات رمزية..

وهي تنقسم بدورها إلى قسمين:

1-الرؤيا الصادقة الظاهرة
2-الرؤيا الصادقة الرمزية

الرؤيا الصادقة الظاهرة هي التي لا تحتاج إلى فك رموز ولا تحليل لأحداث الحلم بل تفسيرها هو وقوعها كما هي..
وعلامتها أنها لا تشتمل على الرموز التي تشاهد في الأحلام عموما..
إذ إن الرمز هو الفيصل في عالم الأحلام..
وفي كتب التاريخ وأحاديث السلف مئات الرؤى من هذا النوع..

أما الرؤيا الصادقة الرمزية فهي التي تشتمل على رموز كثيرة من خلال فكها وتحليلها والربط بينها يصل المعبر إلى تفسيرها..
فالمعبر لم يسمى معبرا إلا لأنه يعبر بالرؤيا من ظاهرها إلى باطنها ومن هنا تتجلى مهارة المعبر..

ثانيا:أضغاث الأحلام (حديث النفس):
وهي المواقف التي تشغل عقل وقلب الإنسان فإذا أمسى رآها في منامه..
وهي أيضا المشاهدات التي تنبع من العقل الباطن وما يحتفظ به المرء من أفكار..وتظهر في المنام على شكل صور وأصوات
وأصعب شيء على المعبر هو القدرة على التفريق بين النوع الثاني من الرؤيا الصادقة وهو الرؤيا الصادقة الرمزية وبين أضغاث الأحلام..فبينهما شبه كبير..
لكن الرؤيا الصادقة لها دلالاتها والأضغاث لها دلالاتها..
الأولى دلالاتها حلمية..والثانية دلالاتها نفسية..
بمعنى أن الأضغاث من خلالها يتعرف المعبر على شخصية الحالم ونفسيته وأفكاره لكن الحلم لا يحتوي على رؤى ذات دلالات مقصودة عكس الرؤيا الصادقة الرمزية

النوع الثالث:الكابوس:

وهو من الشيطان..حيث يتلاعب الشيطان بالإنسان فيصور له مشاهد وصور وأصوات مفزعة لا تحمل معها أي دلالة سوى التخويف.. وعلى مستوى الطب النفسي أجمع الأطباء على تكرار مثل تلك الكوابيس بصورة يومية مع مرضى القلق والاكتئاب والفصام فتتحول ساعات النوم عندهم إلى عذاب مضني ومستمر..ويصحو المريض وهو في أسوأ حالاته النفسية..
هذا فضلا عن مرضى الفصام خصوصا..حيث تتركز كوابيسهم في مطاردة الأشباح لهم..وقد يحدث هذا في يقظتهم أيضا..
وهنا يتجلى الفارق بين الأحلام والكوابيس..
حيث إن الأحلام تنفيس عن الكبت الداخلي وتنشيط للعقل أثناء النوم..

والآن..كيف نتصرف مع أحلامنا؟؟..
الرؤيا الصادقة بنوعيها ينبغي أن تحمد الله عليها ولا تخبر بها إلا عالما بالتأويل أو إنسانا تثق به حتى لا يحسدك أو يضرك بتفسير خاطئ..
أما إذا رأيت كابوسا فلا تخبر بها أحدا ولتستعذ بالله من شرها بأن تنفث على يسارك ثلاثا حال صحوك..

مناهج تأويل الرؤى:............................

عندما نتأمل مناهج تأويل الرؤى أو النظريات التي يتم الاعتماد عليها في التأويل فإننا سنجد ثلاثة مناهج بارزة في عالم التأويل وهي:

1-المنهج الميتاسيكولوجي:


أي المنهج الذي يعتمد في تفسير الأحلام على أمور لا علاقة لها بعلم النفس المعتاد التقليدي وهذا المنهج له فرعان
أ:التفسير الرمزي
ب:التفسير الشعبي

التفسير الرمزي هو الذي ينظر ويتأمل المحتوى الظاهر للحلم في مجموعه ويعمل على أن يستبدله بمحتوى آخر معقول ومماثل للمحتوى الأول من بعض الوجوه..
ومن أمثلة هذا المنهج ما جاء في سورة يوسف من تفسيره عليه السلام لرؤيا الملك الذي رأى سبع بقرات سمان تأكلهن سبع عجاف..حيث كان ذلك بديلا رمزيا لنبوءة تنبئ بسبع سنين من المجاعة في أرض مصر تأكل فائض السنوات السبع الوافرة السابقة لها..
هذا الحلم تم تفسيره وفق منهج التفسير الرمزي المستقبلي والعلماء يقولون:
إن نجاح التفسير عن طريق المنهج الرمزي مرهون بالفراسة والذكاء الحاد والفطنة..
ومن يعتمد على هذا المنهج هو الذي يقول إن تفسير الأحلام يعتمد على الفراسة لا على الإلهام

أما التفسير الشعبي ويسمى التفسير بالشفرة وطريقته أنه يعالج الرؤيا وكأنها ضرب من ضروب الكتابة بالشفرة..
فكل علامة أو إشارة من إشارات الحلم يحاول المعبر أن يحولها إلى علامات وإشارات معروفة المعنى وفق منهج محدد..
وممن اهتم بهذا المنهج العالم (أرتيميدوروس)..
ونجاح هذا المنهج مرهون بالمعبر وقدرته على الوصول إلى الشفرة الصحيحة الموافقة..وعلى هذا تكون الأخطاء في هذا المنهج كثيرة..لذلك فلم يعرف عند المسلمين تعبير الرؤى باستخدام هذا النوع..

2-المنهج السيكولوجي(النفسي):

هو تفسير الأحلام وفق المنهج النفسي.. وقد اشتهر بتفسير الأحلام بهذه الطريقة أبو الطب النفسي (فرويد)..وقدم لنا كتابه (الأحلام) الذي يقول في مقدمته:
(انعكاسات أماني الشخص ومخاوفه في العقل الباطن تكون مستقرة ما دام متيقظا وعقله الواعي يراقبها فإذا نام وغفل العقل الواعي تنبه العقل الباطن فعبر عن هذه الرغبات وهذه المخاوف بطريقته إما صراحة أو عن طريق الرمز والإشارة)
ومن يعبر الأحلام من خلال هذا المنهج فإنه يستطيع من خلال الحلم الوصول إلى تحليل كامل لشخصية الحالم ونفسيته..
فيعلم تماما الأمور التي تسبب له إزعاجا وكذلك الأمور التي تسهم في إسعاده..
لكن هذا المنهج لا يسمى ما يقوم به تعبيرا بمعنى التعبير..بل هو معالجة وتفسير لما يسمى بحديث النفس الذي ينبع من العقل الباطن..أما الرؤى الفعلية فلا سبيل إلى تعبيرها عن طريق هذا المنهج

3-المنهج التعليلي:

أي أن الأحلام تحدث لعلة وسبب ولها غاية ونتيجة وهذا المنهج انقسم بدوره إلى قسمين

أ-التعليل الإيحائي:
بمعنى أن الحلم قد يكون دافعا إلى العمل والجد..
فمثلا يرى الموظف أن مديره يطلب منه أن يجتهد في عمله حتى تتم ترقيته مما يدفع به في اليقظة إلى أن يجد ويجتهد..
فهذا النوع من الأحلام يعتمد على فكرة أن الحلم يحمل رسالة تنبيه للحالم باتخاذ أمور وعمل أشياء هي في صالحه

ب-التعليل الاستنباطي:


ولهذا النوع طريقتان
الأولى :طريقة ابن القيم رحمه الله
الثانية:طريقة ابن سيرين رحمه الله

طريقة ابن القيم رحمه الله تتمثل في الاستدلال على النظير بالنظير والعبور من ظاهر الرؤيا إلى باطنها باستعمال الألفاظ والصور التي وردت فيها في معانيها المجازية والاستعارية
ويوجد لهذه الطريقة أكثر من مائة مثال أكتفي فقط بأربعة منها حتى يفهم المراد..
المثال الأول:الثياب تعبر بالدين
فرؤيا الثياب وما كان فيها من قصر أو طول يرمز به للدين فإن كان الثوب طويلا ساترا فدين الإنسان قوي والعكس صحيح..وهذا مثال فقط ولا يؤخذ كقاعدة لازمة لكل رؤيا فيها ثوب أو قميص
المثال الثاني:اللبن يعبر بالفطرة
المثال الثالث:البقر يعبر بأهل الخير لكثرة خير البقرة وما يستفاد منها
المثال الرابع:الخشب يعبر بالمنافقين

أما طريقة ابن سيرين رحمه الله فهي التي يعتمد فيها المعبر على ما ورد في الكتاب والسنة والشعر العربي.. فمثلا يعبر البيض في المنام بالنساء لأن الله تعالى يقول:
(كأنهن بيض مكنون)
والحجارة بقسوة القلب لقول الله تعالى :
(ثم قست قلوبكم فهي كالحجارة)
وغير ذلك من الأمثلة التي سنعرض لها مستقبلا إن شاء الله..
ولكن قبل أن أسترسل..ينبغي أن أؤكد وأنبه لبعض الأمور..
1-أول أمر أنبه عليه في هذا الموضوع هو ما ينتشر هذه الأيام في أيدي الناس من الكتب التي تدعي أنها تشتمل على تفسير للأحلام وخاصة ما ينسب منها لعلماء من علماء السلف..
مثل كتاب (التفسير الكبير) لابن سيرين فهذا كتاب مكذوب على ابن سيرين رحمه الله..فلم يذكر عنه أنه ألف كتابا في التفسير..
وفي هذه المناسبة فقط أقول إن ابن سيرين رحمه الله ثبت عنه أنه كان راويا للحديث..ولكنه لم يكن يكتب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بل يرويه مجرد رواية بلسانه..فكيف يتوقع منه أن يهمل كتابة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يتفرغ لكتابة تفسير للأحلام؟!..
وأغلب الظن عندي أنه كتاب قد جمعه تلاميذه عنه..ولكنه أبدا لم يخطه بيديه..
والكارثة في بعض الكتب التي نطالع فيها تفسيرا لكل شيء حسب حروف الهجاء!!
ككتاب (تعطير الأنام في تعبير المنام) لعبد الغني النابلسي
2-الرؤى ليست لها قواعد ثابتة بل تختلف حسب الرائي وحسب الزمان وحسب المكان..بل حتى باختلاف الشخص الواحد فيختلف تعبير الرؤيا حسب حاله وحسب ظروفه المحيطة به..
مما يؤكد أن الاعتماد على هذه الكتب وتأويل الرؤى من خلالها أمر لا يجوز ولا يصح..
أما أنه لا يجوز فقد ذكر العلماء رحمهم الله أن تعبير الرؤى مثل الفتوى ولا يجوز بالإجماع الكذب في الفتوى فعلم من ذلك حرمة الكذب والدجل على الناس في تأويل الرؤيا..
وأما كونها لا تصح فلأنها خلاف الحقيقة لأن المعبر يعتمد على فراسته وعلى موهبته التي غرسها الله فيه لا على كتب ومؤلفات
3-ينبغي علينا التفريق بوضوح بين أضغاث الأحلام أو حديث النفس وبين الرؤى الصادقة التي جاء في تعظيمها أكثر من ثلاثين حديثا ومنها قوله صلى الله عليه وسلم:
(لم يبق من النبوة الا المبشرات قالوا وما المبشرات قال:الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له) رواه مسلم
إذن الرؤيا الصالحة جزء من النبوة..يقول العيني في (عمدة القاري):
(إن الأنبياء عليهم السلام يخبرون عما سيقع عن طريق الوحي وكذلك الرؤيا الصالحة فيها إخبار بالغيب)
4-الرؤيا في آخر الزمان لا تكاد تكذب كما جاء في الحديث الذي رواه أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب)
5-أصدق الرؤى هي التي تكون بالأسحار (الثلث الأخير من الليل) لحديث أبي سعيد الخدري قوله صلى الله عليه وسلم:
(أصدق الرؤى بالأسحار)
6-لا يجوز التقول بما لم يره أحد في منام..أي أنه يكذب فيقول :رأيت كذا وهو لم ير لقوله صلى الله عليه وسلم:
(من أفرى الفرى أن يري عينه ما لم ترى)
7-حقيقة الرؤيا
:قال أبو بكر بن العربي رحمه الله في كتابه (عارضة الأحوذي):
(إن الرؤيا إدراكات يخلقها الله في قلب العبد على يدي الملك أو الشيطان)

8-رؤى بتفسير النبي صلى الله عليه وسلم:

أ-فسر النبي صلى الله عليه وسلم اللبن في المنام بالعلم
ب-لبس القميص في المنام بالدين
ج-العين الجارية في المنام تدل على العمل الذي يجري له
د-رؤيا القصر تدل على العمل الصالح أو عمل الصالحين
ه-لبس الذهب للرجال فتنة
و-النار المتكلمة فتنة
ز-الغنم السود هم العرب في المنام والبيض هم العجم

9-إشارات من تعبير الصحابة والتابعين وعلماء التأويل:
1-تنفيض كيس النقود دليل الموت
2-الدلو الممتلئ بالماء رمز لمولود
3-أكل الثوم دليل أكل مال حرام
4-الياسمين في المنام رمز العلماء ومن رأي الياسمين يلتقط فهو موت العلماء
5-أكل التمر في المنام هو حلاوة الإيمان في قلب العبد
6-المراوغة في التأويل هي الكذب في الحديث
7-مقاتلة الشمس هي مقاتلة الوالي
8-الرمانة ترمز إلى المرأة
9-الياقوتة أيضا رمز للمرأة
10-الحبل هو العهد والميثاق
11-القلم يرمز للولد وأيضا يرمز للعلم
12-الدابة ترمز للزوجة أو السفر
13-التفاح أمل وعمل ورياسة

اتمنى لكم احلام سعيدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عبر عن رايك وشاركنا بيه رايك يهمنا ..
ولكن الرجاء الألتزام بأدب الحوار والابتعاد عن المشاحنات وعدم التطرق الى الامور التي تثير الكراهية